هشام علام
كثيراً ما نرى شبابنا العرب اليومَ قد فقدوا الأملَ في كل شيءٍ، فقدوا الأملَ في المُستقبل أو في الحياة أو في الله سُبحانه و تعالى أو في رحمته بهم وَ كرمه عليهم.
فُقدانُ الأملِ يُفرّقُهم و يُرسلُهم بلا عودة إلى طُرقٍ مُتعدّدةٍ و لكنّ جميعها مُتشابهة في ظلمتها و وحشتها داخلياً مع مظهرها المتلألئ الذي يخطفُ الأنظارَ خارجياً فمنهم من يأخذُ بطرقِ النصبِ وَ الإحتيالِ المُختلفة طريقاً له، و منهم من يسلك طُرقَ سرقة المُمتلكات و غيره من الطرقِ المُظلمَةِ، و منهم من يتنازَلُ عن أخلاقِهِ و عن مبادئهِ و أحياناً عن شرفهِ.
قابلتُ و تحدثتُ مع الكثير منهم حتّى أنني بالرغمِ من فخري (سابقاً) بأنني لم يقم أحد بالنصب و الإحتيال عليَّ، فقد تمّ بالنصب و الإحتيال عليَّ من أحدهم،
فالحرص لا يمنع القدرَ،
و بدراستهم و دراسة أسباب فقدانهم للأملِ وجدتُهم في أغلَبِ الأحوالِ
مظلومين قبل كونهم ظالمين
و مفعولاً بهم قبل كونهم فاعلين. صعوبة الحياةِ و قسوتُها و مرارتُها قد جرّدتهم مع الوقت من كل شيء، من أخلاقهم و مرؤتهم و شرفهم و مبادئهم، و هذا لا يعني أنني ألتمِسُ لهم الأعذارَ، على الإطلاقِ، فمنهم من وقعَ تحتَ وطأة هؤلاء البغاة يعلمُ جيدا مرارةَ هذا الإحساسِ الفظيع الذي قد أحسسته و لكنّ يجبُ عليناَ أن نتدبَّرَ المُشكلة من جذروهاَ و ندرسَ جيدا أسبابَهاَ حتّى نقومَ بمُعالجتها، فقد تفشّى اليأسُ في قلوب الشباب العربي حتى جعلهم مثل الذئاب تأكلُ بعضهم بعضاً بلارحمة و لا رأفة.
من منّا قد قام يوماً ما بفتح مواقع التواصل الإجتماعي و لم يجدَ خيراً عن شابٍّ عربيٍّ قامَ بالنصبِ و الإحتيالِ على أخٍ لهُ، أو السرقة أو القتل أو أو
أصبحَ شيئاً طبيعياً
يحدثُ يومياً بين العرب داخل بلادهم و في غُربتهم على حد سواء، حتّى أنه أصبحَ من غير الطبيعي عدم وجود هذه الحوادث اليومية بين المُغتربين العرب في بلاد الله الواسعة.
دعونا نُفكرُ في حل لأصل المُشكلةِ، دعونا ندرس أصلا المُشكلة، دعونا نعُودُ كما كُنّا سابقاً آدميين و كفانا تشبهاً بالآفاعي و الذئاب في التعامل فيما بيننا، و لن يحدث بدون معرفة و حكمة و البحث في أصل المرض و مُعالجته من جذوره، فالسرطان قد تشعب و إنتشرَ و لا بُدّ من مُعالجته قبل أن يقضي علينا جميعاً
المصدر: بيت الإبداع العربي
comments powered by Disqus